من يصدق أنه في أيامنا هذه توصل العلماء إلى زراعة شجيرات تثمر البلاستيك ؟. . الأمر جَدّ ، فالبروفسور كريس سومرفيل بمعهد كارنيجي بكاليفورنيا كرس ست سنوات كاملة من عمره لاستنباط نباتات ، معالجة وراثيا ، لإنتاج نوع من البلاستيك يدعى " بولي هيدروكسي بيوتيرات " ويرمز إليه بالأحرف اللاتينية ( PHB ) وهو يشبه كثيرا البلاستيك المستخدم في الأدوات المنزلية من نوع " البوليثين " المرموز إليه بالأحرف ( PVC) ولكن بفارق مهم يتمثل في أنه - أي البلاستيك النباتي - قابل للتحلل عضويا خلال ستة أسابيع فقط من التعرض للهواء مما يجعله مناسبا لصناعة المغافات قصيرة الأجل ، على عكس البلاستيك المعتاد والمصنع من البوليمرات المخلقة كيماويا فهو يحتاج إلى سنوات عديدة حتى يتحلل.
من الجدير بالذكر أن البلاستيك النباتي ( PHB ) تنتجه طبيعيا بعض بكتيريا التربة ، وما فعله البروفسور سومرفيل هو أنه عزل المورث المسئول عن إنتاج البلاستيك في هذه البكتيريا وزرعه في الطاقم الوراثي للنباتات التي أخذ يطورها وأسماها باسمه.
وكانت النتائج الأولى محبطة إذ لم تنتج هذه النباتات غير واحد بالمائة من وزنها من البلاستيك. لكن مع استمرار برنامج الاستنبات وصل مستوى إنتاج 14 % من وزنها (بلا ستيكيا ). وهي نسبة مقاربة لما تعطيه ثمار البنجر من السكر .ويعتبر هذا نجاحا كبيرا جدا.
أمام هذا النجاح. فإن شركة " مونسانتو " الزراعية العملاقة بالولايات المتحدة سارعت إلى شراء حقوق الاحتكار التجارية لزراعة وبيع هذا النبات .