لكل ربت بيت.. قصر في الجنة!!
لنفترض أنه أصبح من الأمور غير المحببة أن تصبح طبيب عيون، ولنفترض
أن كل المجلات كتبت مقالاً عن غباء أطباء العيون،
ولنفترض أيضاً أن الإعلانات التلفزيونية والمسلسلات الدرامية والكوميدية جميعها
قد كثفت من هجومها على نفس هذا الهدف، ولنفترض أن كل ما هو جميل بمهنة طب العيون قد
زال وحل محله الاحتقار وعدم الاحترام لهذه المهنة، ولنفترض أن هؤلاء الأطباء قد
تم تجاهلهم في الأوساط الاجتماعية وتم استبعاد زوجاتهم من الأنشطة الاجتماعية،
ولنفترض أن أطباء العيون أصبحوا يجدون صعوبة في تشغيل مساعدين لهم، لأنه لا يحب أحد
أن يعرف أصدقاؤه أنه يعمل مع طبيب عيون، فما الذي سيحدث لو تم تجفيف ينابيع
المجتمع من مهنة طب العيون؟ أعتقد أنه سيصبح من الصعب أن تعالج عينك.
وهذا
المثال نادر الحدوث، ولكن الشبه بينه وبين «مهنة ربة البيت» يكاد أن يتطابق في زماننا هذا.
إن
المرأة إذا سألتها عن عملها وكانت *ربة بيت*، فإنها تتلعثم وتتردد ويصفر
وجهها وكأنها تخجل من نفسها ومن مجتمعها، وذلك بسبب التوجه العالمي اليوم لدفع
مسيرة المرأة وإنتاجيتها، وكأن المرأة لا تكون محترمة إلا بإنتاجها الخارجي المالي،
والذي يدفع عجلة الاقتصاد للأمام.
وكأن انصراف الزوجة عن هذا المجال وتسخير طاقتها لتربية أبنائها
وصناعة الأجيال القادمة لا يدفع الاقتصاد ولا يحقق الإنتاج،
ولكن نقول إن رسالة المرأة الأولى هي صناعة
المستقبل، ولا يمنع ذلك من ممارسة نشاطها بما تحب من غير أن يكون ذلك على حساب
رسالتها الأولى، وإنني أرى فتياتنا اليوم وهن يتجهن إلى مهنة «ربة البيت» كاتجاه
الناس إلى مهنة «طبيب العيون»، والتي افترضناها في البداية.
فنتمنى
حقاً أن ترفع راية «ربات البيوت»، وأن تلقى الدعم المالي والمعنوي من مؤسسات الدولة
كدعمها للوظيفة الحكومية.
ونختم
بحديث النبي [ في مدح خديجة ــ رضي الله عنهاــ
عندما بشرها ببيت في الجنة من (قصب) (اللؤلؤ) لا صخب فيه ولا نصب، قال العلماء فقد
كان جزاؤها في الجنة بيتاً متميزاً لأنها كانت ربة بيت في الدنيا متميزة.