منتدى مستقبل الجزائر
السلام عليكم أهلا و سهلا بكم أحبائي في الله تواجد مسلي وممتع إن شاء الله
منتدى مستقبل الجزائر
السلام عليكم أهلا و سهلا بكم أحبائي في الله تواجد مسلي وممتع إن شاء الله
منتدى مستقبل الجزائر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى المحبة والأخوة ..أدب ..ثقافة ..أفلام ..علوم وتقنيات..رياضة....إلخ
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 السمـــــــــــــــــــــــاء ليست عالية

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
djalel.b12
مدير الموقع
مدير الموقع
djalel.b12


ذكر
عدد الرسائل : 2201
الموقع : https://futurdalger.7olm.org
الإقامة أو الولاية : tebessa
وسام العطاء : السمـــــــــــــــــــــــاء ليست عالية O17
تاريخ التسجيل : 06/07/2008

السمـــــــــــــــــــــــاء ليست عالية Empty
مُساهمةموضوع: السمـــــــــــــــــــــــاء ليست عالية   السمـــــــــــــــــــــــاء ليست عالية Emptyالأحد أغسطس 10, 2008 10:56 am

السماء ليست عالية





بين القرف والاشمئزاز شيء مشترك يعرفه اللغويون.‏

والذي أعرفه أنا، أن القرف والاشمئزاز قد سيطرا علي تماماً. وقد انتبه كل من يعرفني إلى الحال التي غرقت فيها ألا وهي: الاشمئزاز. حتى صار زملائي يندهوني أحياناً بـ حضرة المشمئز.‏

ولا أكتمكم أيضاً، أني خفت من هذه الحال التي لازمتني في العمل، ورافقتني في الشارع، وصاحبتني في المقهى.. ومن شدة الاشمئزاز التي هيمنت علي، صرت انقطع عن سهرات ( الشلة) الدورية المنتظمة. هذه السهرات كانت متعتنا الأخيرة، نحن شلة من زملاء وأصدقاء ورفاق قدامى، أغلبهم أحيل إلى التقاعد.‏

وبقيت أنا مع قلة من أفراد الشلة، ننتظر التقاعد القادم، إن بقينا على قيد الحياة.‏

ولأني أكره الروتين والتشابه والتكرار، صرت أمتعض من تلك السهرات التي أمست متشابهة إذ تبدأ بلعب الورق، ثم التندر بالنكات العادية وغير العادية، وأخيراً تنتهي بعشاء خفيف، وكل يشرب ما يناسبه وبعد أن بدأت الشيخوخة تمنع الأكثرية من التمادي بالتدخين والإسراف بالمشروبات الكحولية.‏

وكان يصاحب ذلك كله أنغام موسيقية مختارة بدقة وذوق رفيع من قبل مضيفنا الجنرال المتقاعد، الذي فتح صالونه لهذه السهرات، وكان سيادته يتحفنا بآخر المستجدات المقيتة الكثيرة، على الساحتين الدولية والعربية، والتي تبثها وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة...‏

وعلى الرغم من كل التناقضات التي كانت بيننا، فإن الذي يجمعنا غير المتعة في تزجية الوقت، هو عدد الخيبات الكبرى والصغرى، من انكسار الأحلام الأممية، إلى تقويض الآمال القومية، ولكي أكسر طوق الروتين والعادة، أدخلت صديقين عزيزين إلى عالم الشلة، هما: صديقي الشاعر المتفائل، وصديقي الآخر، هو المخرج الشاب، ذو الحماسة النادرة، وبذلك تكون قد اكتملت ديمقراطية الشلة، من حيث تفاوت الأعمار، وتنوع الاتجاهات الفكرية والانتماءات السياسية.‏

ولما كان أغلب أفراد الشلة، قد حققوا أحلامهم، على الصعيد الشخصي... أي، أن كل واحد منهم يملك بيتاً وأكثر، وشاليه وأكثر، وسيارة وأكثر، باستثناء الشاعر وأنا، فقد بقي ( النق) مصاحباً لطباعهم.‏

وكانت الخدمة الذاتية، ميزة هامة من مزايا سهراتنا العامرة، التي تستمر في أغلب الأحيان، حتى أذان الفجر واللافت للانتباه، هو التواضع الجم الذي يتصف به السادة المسؤولون المتقاعدون. عفواً، السادة الذين كانوا مسؤولين، في يوم ما. وعندما صارحتهم ضاحكاً : ما هو سر هذا التواضع، الذي ما عهدناه بكم أيام زمان؟ كانوا يكتفون بابتسامات رقيقة أو، يقلب بعضهم شفته. لكن صديقنا المخرج صاح: "سلني أنا: السر في الكرسي... الكرسي، سبب كل علة، كانوا يقولون: البرد سبب كل علة. بلى! ولكن هناك سبب آخر، الكرسي سبب كل علة. إنه لا يأتي بآلام الظهر، والتقوس، والإنقراص، والمناقير العظمية، والترهل فحسب. بل يجعل الذي يجلس عليه يفقد بعض حواسه، أي، نعم. يفقد بعض حواسه"...‏

ويعيد صديقنا المخرج، علينا: حكاية كرسي الاعتراف الشهيرة، ويقول: تعالوا، تعالوا، من يكتم شيئاً، فليجلس على هذا الكرسي، وأنا كفيل بأن أجعله يحكي كل أسراره. وكانوا يضحكون، حتى تدمع عيونهم:‏

" كان، يا ما كان"‏

كان ثمة دير، ونساك، وراهبات، وكاهن وشماس....‏

كان، يا ما كان....‏

وكانت خابية نبيذ معتقة....‏

كان، يا ما كان، وكان كرسي الاعتراف، وبقية القصة بين الكاهن والشماس، تعرفونها...‏

ويطق الجنرال المتقاعد من الضحك، عندما يصل المخرج للنهاية. فيقول سيادته بصوت أقرب للتمثيل: "صحيح يا ابني من يجلس على هذا الكرسي، لا يعود يسمع شيئاً". مقلداً صوت الكاهن.‏

وكان السفير المتقاعد، كبير شلتنا، قد حكى لنا ذات شتاء قاس من غير مطر، حكاية سمعها في بلاد الهند، حين كان سفيراً مفوضاً فوق العادة، قبل أربعين عاماً، وكان، كلما تنكر أخ أو صديق، أو ارتفع، أو صعد على درجات سلم غيره بسرعة، أعاد على مسامعنا حكاية " الوليمة" التي تلقفها المخرج وأعدها لتكون قنبلة الموسم في يوم المسرح العالمي، لكنه اختلف مع السفير على تسميتها.‏

قالوا: نسميها: الصعود. وقالوا: سرقة الحواس، وقالوا الأفضل: فقدان الحواس. ولكنهم تركوا ذلك للجمهور: قال الراوي:‏

يا سادة يا كرام:‏

كان يا ما كان... في بلاد تدعى هند ستان، كان الإمبراطور المعظم، يقيم في كل عام وليمة . وفي عام من الأعوام خرج شاهين، امتشق سيفه، معلناً، أنه لن يعود: إلا قاتلاً أو مقتولاً...:‏

إما رأس الإمبراطور، أو الخبز لكل الناس بالتساوي.‏

فاعترض السفير، قائلاً: يا أخي اسمه (كومار) وليس شاهين، لكن المخرج لم يرد، فسأل أحد الحضور، ومن هو شاهين هذا؟‏

عفواً، أيها السادة... سأعرفكم على شاهين:‏

شاهين: ورث التقوى عن جده.‏

شاهين: ورث الاستقامة عن أبيه.‏

شاهين: اكتسب الثورة من الأحزاب الثورية، ومن الكتب. ولنر ماذا سيبقى من شاهين.‏

قال الوالد:‏

إني أخاف عليك، يا ولدي، يا شاهين، اترك هذه المغامرة لغيرك‏

فأجابه شاهين:‏

إني لا أخاف، ومقبض هذا السيف بيميني.‏

قال الوالد:‏

يوجد من هو أقوى منك.‏

قال شاهين: إني أراهن على ذلك.‏

قال أحد الحاضرين: شاهين وماذا ستفعل يا شاهين؟...‏

إما رأس الإمبراطور، أو يوزع الخبز للجميع بالتساوي، وآخذ عليه عهداً، من أجل إشباع الجائعين، و، وإنصاف المظلومين وعزل كل الجشعين... من الولاة، والوزراء، والجباة، ورؤساء العسس، وسأصلح ميزان العدل المائل... و..."‏

(( همس أحد الحاضرين لجاره، كي لا يسمع أحد: هل جاء هذا الشاهين.. من العصفورية؟)).‏

قال جاره: سنرى، سنرى، ماذا سيفعل شاهين.‏

***

كانت الساحة الكبيرة تغص بالسيارات التي تشبه الفيلة الجاثمة.‏

وكان القصر من سبعة طوابق كبيرة، كشجرة الأرز المقلوبة.‏

ـ افتح أيها البواب.‏

ـ من أنت؟.‏

ـ أنا شاهين.‏

ـ ماذا تريد؟‏

ـ أريد مقابلة الإمبراطور الأعظم.‏

قهقه البواب.... وقال:‏

ـ أنت؟!!!.‏

ـ نعم أنا.‏

ـ أين بطاقة الدعوة؟ وإلى أي طابق أنت مدعو؟!.‏

ـ لا يوجد معي بطاقة.‏

ـ ارجع، إذن، من حيث أتيت ، قبل أن يلقى القبض عليك. فالوليمة ابتدأت، وأغلقت البوابة. هل تريد أن يقطع رأسي.‏

قال شاهين: بطاقة لا يوجد، وسأقابل الإمبراطور يعني سأقابله، وامتشق سيفه من غمده.‏

فضحك البواب وقال لـه مداعباً: أعد سيفك أولاً، وثانياً: إذا قابلت الإمبراطور ماذا ستقول له، وماذا تريد منه؟.‏

ـ أريد مقابلة الإمبراطور، أنا رسول الشعب إليه. جئت من قلب الشعب، لأنقل إليه آلام الشعب، أريد الخبز للجميع بالتساوي.‏

ـ لم أسمع بهذا الرسول. على كل يبدو أن في الأمر طرافة، انتظر، عندي مشورة، ولكي أطلب الإذن، والمشورة، أعطني سيفك.‏

ـ لا يمكن، لا يمكن، كيف سأتخلى عن سيفي؟ أتخلى عن روحي، ولا أتخلى عن سيفي.‏

في سره قال: ((وكيف سأقطع رأس الإمبراطور)) أو، على الأقل، بماذا أهدده.‏

قال البواب: التعليمات، هي التعليمات. والأوامر هي الأوامر، هل تريد أن يقطع رأسي بدلاً عنك؟ هات السيف، وسأسمح لك بالصعود إلى الطابق الثاني.‏

فكر شاهين: أعطيه السيف. وسأخنقه بيديّ القويتين. المهم أن أقابله.‏

خذ، هذا سيفي، وهذه أول مرة يفارقني. وصعد شاهين إلى الطابق الثاني. ولكن كان شيء ما مهم ينقصه. فهو اعتاد أن يمشي، ويجلس، وينام، ويمينه على مقبض السيف. وصاح الحارس:‏

ـ قف . من أنت، أين بطاقة الدعوة؟!‏

ـ أنا شاهين. رسول الشعب. ليس معي بطاقة؟!‏

ـ وكيف وصلت إلى هنا، إذن، وماذا تريد؟!‏

ـ قلت لك: أنا رسول الشعب. أنا مواطن شريف.. أحمل أنّات المقهورين. سأقابل جلالة الإمبراطور الأعظم. من أجل الخبز.‏

فدوت قهقهات الحارس مجلجلة.. وراح شاهين ينظر إلى هذا الذي يقهقه ببلاهة.‏

ـ لا يمكنك الدخول. من غير بطاقة. سأطلب لك السماح مادام غرضك شريفًاً، ومن أجل الخبز . ولكي أطلب لك السماح، أعطني أذنيك..‏

فامتعض شاهين امتعاضاً شديداً، وقال:‏

ـ كيف سأعطيك أذني.‏

ـ بدون ذلك لا يمكن..‏

فكر شاهين: أنا صرت في الطابق الثاني، لا يمكن التراجع، وما دامت القوة في اليدين، ماذا يهم؟!‏

ـ خذ أذني.‏

في الطابق الثالث، جفل من صوت لم ير صاحبه:‏

ـ قف . أين البطاقة؟!‏

ـ أنا المواطن شاهين. المواطن الشريف. جئت أنقل هموم الناس. علني أحظى بمقابلة جلالته.‏

ـ إرجع من حيث أتيت. ليس لك اسم بين المدعوين، هاهي اللائحة.‏

ـ لكني سأدخل. وسأقابل الإمبراطور.‏

ـ إسمع، أيها...الـ... أنت الطابق الثالث كثير عليك فكيف ستصعد وتقابل الإِمبراطور . بهذه اللغة وبهذه اللهجة؟! لن يفهم عليك جلالته.. أعطني لسانك، وسأسمح لك، بالصعود إلى الرابع، هناك، دبر رأسك مع غيري.‏

وفكر شاهين، لقد قطعت نصف الطريق، فهل أضحي بذلك، لا يمكن التراجع: ما دامت القوة في اليدين، سأخنقه.‏

ـ خذ لساني.‏

وصعد إلى الطابق الرابع.‏

ـ قف . من أنت؟! أين بطاقة الدعوة؟ وكيف وصلت؟!‏

ـ أنا. أنا مواطن من عامة الشعب، أحمل صوت الجائعين، أريد مقابلة الإمبراطور.‏

ـ أعطني قلبك. إنك خائر القوى. لن تقوى على مقابلة صاحب الجلالة، بهذا القلب.‏

وفكر شاهين: لا يمكن التراجع، وإلا خسرت كل شيء. إفعل ما تشاء: فسحب قلبه. ووضع تعويذة في مكانه.‏

وصعد إلى الطابق الخامس.‏

ـ قف.. أين البطاقة؟.‏

ـ أنا شاهين جئت ألتمس عطف الإمبراطور. من أجل بعض قضايا الشعب.‏

ـ أعطني عينيك..‏

وفكر شاهين.. طابق واحد، وستكون المقابلة. لا يمكن التراجع.. خذ ما تشاء..‏

فناوله البواب نظارات جميلة،‏

وصعد إلى الطابق السادس.‏

ـ قف أين البطاقة؟!‏

ـ لا يوجد معي بطاقة.. وكيف وصلت إلى الطابق السادس؟! وماذا تريد؟!‏

ـ أريد مقابلة الإمبراطور..‏

ـ نعم، نعم، نعم!!! مقابلة الإمبراطور، بهذه القيافة؟!! أعطني كوفيتك، وخذ هذه القبعة، اخلع جلبابك، وخذ هذا الثوب..‏

وضع شاهين القبعة، تحسس شاهين النظارة الجميلة على عينيه، وصعد إلى الطابق السابع.‏

لم يلق أحداً. وفجأة, فُتح الباب.. واجهته مرآة عظيمة، فاندهش. ثم ضحك من قيافته الجديدة، ثم انشقت المرآة، فدخل منها إلى برزخ كريستالي يشع.‏

وكان الإمبراطور يتصدر القاعة الإمبراطورية الملوكية، والتاج يتلألأ على رأسه. والدنيا كلها، تمور حوله، حالاً، توقفت الموسيقى الملوكية. وجاءه صوت:‏

من أنت؟! أيها الـ...‏

ـ عبد سيدي، ومولاي، جلالة الإمبراطور..‏

ماذا تريد؟!‏

جئت لأحظى بمباركة سيدي الإمبراطور، وأنقل إليه تحيات الشعب، وتمنياته لـه بطول العمر.‏

وجاء الصوت ثانية:‏

شاهين، أين أنت الآن؟..‏

أنا ! أنا! أنا يا مولاي،‏

في السماء السابعة،‏

في السماء السابعة.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://futurdalger.7olm.org
أشواق
مشرف الشعر و الأدب
مشرف الشعر و الأدب
أشواق


انثى
عدد الرسائل : 978
العمر : 36
تاريخ التسجيل : 26/07/2008

السمـــــــــــــــــــــــاء ليست عالية Empty
مُساهمةموضوع: رد: السمـــــــــــــــــــــــاء ليست عالية   السمـــــــــــــــــــــــاء ليست عالية Emptyالإثنين أغسطس 18, 2008 5:28 pm

شكرا لك علي قصة
رائعة بجد
ورمضـــــ( كريــــم )ــــــــان
وكل عام وأنتم بخيــــــــــــر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
قناص القلوب
مشرف منتديات الرياضة
مشرف منتديات الرياضة
قناص القلوب


ذكر
عدد الرسائل : 601
العمر : 35
العمل/الترفيه : النت والكمبيوتر
المزاج : رومانسى
تاريخ التسجيل : 24/07/2008

السمـــــــــــــــــــــــاء ليست عالية Empty
مُساهمةموضوع: رد: السمـــــــــــــــــــــــاء ليست عالية   السمـــــــــــــــــــــــاء ليست عالية Emptyالأربعاء أغسطس 20, 2008 12:56 pm

السمـــــــــــــــــــــــاء ليست عالية 11921940621154

السمـــــــــــــــــــــــاء ليست عالية 11937870024643





السمـــــــــــــــــــــــاء ليست عالية 11921933947418
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
السمـــــــــــــــــــــــاء ليست عالية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى مستقبل الجزائر :: الأدب و الشعر :: القصص القصيرة و الروايات-
انتقل الى: