شريك الحياه كيف اختاره
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديهونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضللفلن تجد له ولياً مرشدا وأشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك .. واشهد ان محمداعبده ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة وكشف اللهبه الغمة اما بعد :
فإننا إذا سألنا كثيرا من الشباب الآن: كيف تختار شريك الحياة ؟
رأينا الفتيات يقلن : أختار صاحب الشكلالجميل .. والمظهر الانيق .. والكلام الحلو الجميل ..
والشباب يقولون : يعجبنى فى الفتاة تسريحة شعرها .. وجمال شكلها .. واناقة مظهرها ..
وعلى ذلك فكثير من الشباب يتزوج وهو لايدرك الاسباب الحقيقة التى تدفع الانسان للزواج.
وقد اهتم الاسلام بقضية اختيار شريكالحياة وشريكة الحياة وكيفية اختيار كل منهما للآخر ..
اختيار الزوج:
قال (صلى اللهعليه وسلم)عن اختيار الزوج " اذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه .." (رواه الترمذى)
قال(صلى اللهعليه وسلم) "من زوج كريمته من فاسق فقد قطع رحمها " (رواه ابن حبان)
فعلى ولى الفتاة ان يزوجها إلى من كان ذادين وخلق حسن فإنه إن عاشرها عاشرها بالمعروف، وإن فارقها فارقها بإحسان.
وللأسف الشديد فإن كثيراً من الاباء الآنلا يختارون لبناتهم الا من كان ذا حسب ونسب ويمتلك من الاموال كذا وكذا ولديه شقةفى المكان الفلانى وسيجعل ابنته فى مستوى مادى لا يقل عن المستوى الذى كانت تعيشفيه .. إلخ من الشروط .. متغافلين عن الشرط الاول لاختيار الزوج وهو الدين والخلقكما قال رسول الله(صلى الله عليه وسلم).
اختيار الزوجة:
إن الزوجة هى الركن الاساسىفى الأسرة وبصلاحها يصلح الاولاد وبفسادها أيضا يفسد الأولاد..
ومن اجل هذا عنى الإسلام اشد العنايةباختيار الزوجة المسلمة التى تحسن معاملة زوجها وتربية أولادها ...
وفى احيان كثيرة فان الناس تتطلع إلىالجمال الفتان أو الجاه او الثراء او النسب . غير ملاحظين ان هناك ما هو أولى منذلك وهو كمال النفوس وحسن التربية ..
وعن مواصفات الزوجة المسلمة قال(صلى الله عليه وسلم) " تنكح المرأة لأربع لمالهاولحسبها ولجمالها ولدينها .. فاظفر بذات الدين تربت يداك " (متفق عليه)
اى التصقت يداك بالأرض دلالةعلى الفقر إن لم تفز بذات الدين .
ويضع النبى (صلىالله عليه وسلم)تحديدا للمرأة الصالحة التى يرضى عنها الله ورسوله فيقول : "خير النساء من إذا نظرت إليها سرتك وإذا امرتها اطاعتك وإذا اقسمت عليها أبرتك ،وإذا غبت عنها حفظتك فى نفسها ومالك" ( رواه النسائى وغيره بإسناد صحيح ).
فالواجب أن يكون الدين أولا متوفرا .. فهوالذى يهدى الانسان إلى ما فيه الخير.
والهدفمن هذا كله هو تكوين أسرة مسلمة متوافقة تنجبأبناء صالحين نافعين لمجتمعهم.
والتقاء شخصين ليكونوا اسرة ليس مجرد شهوةاو نزوة أو عادة .. وإنما هى أية من آيات الله – سبحانه وتعالى – لتكوين بناء يعملعلى سعادة كل من الزوج والزوجة ، ثم إيجاد الذرية الطيبة بعد ذلك والنبى(صلى الله عليه وسلم)عندما اختار الدين والاخلاق ليكونامعيار الاختيار للزوج ، فذلك بسبب أن العوامل الاخرى سواء المال أو الجمال أو الحسب .. إلخ لا دخل للإنسان فيها، ولكن الدين والاخلاق مسألة يسأل عنها كل إنسان ويحاسبعليها.
ولأن الدين هو الامر الذى يستطيع الزوج انيصلح به من سلوك زوجته .. وتستطيع الزوجة كذلك ان تصلح به من سلوك زوجها فالمرأةذات الدين اذا قال لها زوجها اتقى الله .. استجابت لأمر الله – عز وجل ..
والرجل المتدين اذا قيل له : اتق الله .. يرجعوينفذ أمر الله سبحانه .
والاسرم لم يسقط من حساباته أن يختارالرجل المرأة الجملية .. فقد عد النبى(صلى الله عليهوسلم) الجمال من دواعى اختيار الزوجة كما بينا ..
وقد خطب المغيرة بن شعبة امرأة فاخبر رسولالله(صلى الله عليه وسلم)فقال له : "اذهب فانتظرإليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما" ( رواه الترمزى والنسائى) أى ان تدوم بينكماالعشرة والمودة..
وحينما خط رجل أمراه من الانصار قال لهالنبى (صلى الله عليه وسلم) " أنظر إليها فإن فىاعين الانصار شيئا" ( رواه مسلم )
كذلك من المشهور فى ذلك حديث جابر بن عبدالله .
فعن جابر بن عبد الله (رضى الله عنه) أن رسول الله(صلى الله عليه وسلم) قال : " إذا خطب أحدكم المرأة فإناستطاع ان ينظر منها إلى ما يدعو إلى نكاحا فليفعل " ( رواه ابو داود والحاكم )..
قال جابر : فخطبت امرأة من بنى سلمة فكنتاختبئ لها حتى رأيت منها بعض ما دعانى إليها ( رواه أو داود).
وفى يوم جاءت امرأة إلى رسول الله(صلى الله عليه وسلم) تعرض نفسها على النبى(r) ليتزوجها، فصعد النبى(صلى الله عليهوسلم)النظر فيها ، ثم طأطأ رأسه / فقال احد الصحابة : زوجنى اياها يا رسولالله ، فزوجها له رسول الله(صلى الله عليه وسلم).
والشاهد هو ان الرسول(صلى الله عليه وسلم)صعد فيها النظر لينظر إلى جمالهاثم طأطأ رأسه : لأنها لم تعجبه .. ولكنها أعجبت أحد الصحابة فزوجه النبى(صلى الله عليه وسلم)إياها .
ويجب ان ننتبه إلى ان مسألة التقارب فىالمستوى الاجتماعى والمادى وفى السن غاية فى الأهمية ...
فقد خطب أبو بكر وعمر ( رضى الله عنهما ) فاطمة بنت رسول الله(صلى الله عليه وسلم) فقال : إنها صغيرة .. فلما خطبها على بن ابى طالب زوجها إياه.