صرخة ألم في لحظة ندم....

هي قصة شاب يعيش حياة متواضعة ,يحظى بصحة جيدة ..شاءت الأقدار بأن خطفت والده فكبر يتيما...لكن الله وهبه أروع أم,فحرصت على تعويضه حنان والده بحنانها الدافئ ..فكانت هي الأب و الأم,أحبته حبا جما, تخاف عليه من حر و من قر.....و مع مرور الأيام أصبحت طريحة الفراش لكبر سنها,فوجد هذا الشاب نفسه ملزما على القيام بكل الأعمال المنزلية و هذا ما جعله يتمرد..فأصبح عاقا لوالدته المسكينة لا يلبي لها طلبا و لايسمع منها كلمة,فرغم مرضها الا أنه لا يبالي بها و كان دوما يسمعها كلاما جارحا:*..ما بالك أنت دائما بالفراش..كل الأمهات نشطات يقمن بكل شيء و أنت سودت علينا الحياة بمرضك هذا..أنت فعلا أم فاشلة...* حقا هذا كلام جارح ولكنها تحملته و تجرعت الألم فقط من أجل ابنها فلذة كبدها,ففضلت السكوت..!!

وفي احدى الليالي و بينما كان ساهرا خارج البيت, اشتد المرض على الأم المسكينة فلم تجد أحدا بجانبها فظلت على هذه الحال حتى عاد ابنها مع طلوع الفجر..رآها ساقطة من السرير فلم يأبه..*ترى هل قلبه حجر؟هل ضميره ميت؟؟*

و في الأخير ذهب اليها ..لكن لماذا ليطلب منها المال!! أخذ يهزها و يناديها لكن دون جدوى,فحملها و أخذها الى المشفى...و هنا أعلن الأطباء تأسفاتهم لفشلهم في انقاذها..نعم لقد توفيت... وهنا استيقظ ضمير الشاب فلم يصدق..

وليس هذا فحسب فالأطباء أخبروه عن سبب مرضها لن تصدقوا... كل هذه السنين التي مرت..عاشتها الأم بكلية واحدة...

عندما كان صغيرا تعرض لحادث مرور ففقد كليته لكن والدته منحته اياها...أجل لقد ضحت من أجله,وتعذبت من أجله أيضا .

و الآن حان دوره ليتعذب و يتحمل جروح أفاعيله..لقد صحيت مشاعره وتمزق قلبه من الأسى و أرذف دما بدل الدموع...

انه يتخبط بين اللوم و الندم...لقد غرق في دوامة العذاب..لم يصدق ما حدث...لم يدر ماذا يفعل؟؟؟؟؟؟؟؟؟

فقرر الانتحار..و هنا صرخ صرخة ألم في لحظة ندم....

ولكن مع الأسف لا ينفع الندم بعد فوات الأوان..