لديل كارينجي كتاب اسمه ( دع القلق ... وابدأ الحياة ) يحكي قصة فلاح من فلوريدا اشترى أرضاً بما يملك من مال كان حصيلة العمل والكد طيلة عمره فلما صارت تلك الأرض ملك يمينه ذهب ليراها فوجدها غير التي وصفوها له وجدها قاعاً صفصفاً جدباء غير صالحة لأي
نوع من الزراعة ولاحتى للرعي ليس فيها إلا الأعشاب الضارة الشائكة وكأنها أصبحت ملاذاً ومستقراً لمئات من الحيات والثعابين فلا سبيل لمكافحته ولا لاستصلاحها وكاد يصاب بالجنون لولا أن خطرت له فكرة غربية عن المألوف وهي أن يربي هذه الحيات ويستفيد منها بطريقته الخاصة . وقد فعل - لقد نجح نجاحاً منقطع النظير حتى أنه أصبح من أصحاب الثروات الطائلة ومن أصحاب رؤوس الأموال الفاعلة كان يخرج سموم هذه الأفاعي ليبعث بها إلى معامل الأدوية والتي بدورها تستخلص منها الترياق والذي يشفي من الأمراض القلبية والوعائية في مخابرها الخاصة وكان يبيع جلود الأفاعي هذه لتجار الأحذية المشهورين في العالم بأغلى الأثمان لتصنيفها لعلية القوم من باب الرفعة والزهو والكبرياء حتى أن لحومها صار يحفظها في معلبات خاصة ليتناولها هواة آكلي اللحوم من الطبقات المخملية المزيفة حديثي النعمة الذين تهبط عليهم النعم من السماء لصوص النهار المختبئين تحت ثياب الطهارة وصار يقصده السياح من كل مكان للتمتع بأول مزرعة في الدنيا لتربية الثعابين وهكذا فتحت أبواب التصنيع الدوائي من سموم الأفاعي على مصراعيها حتى قال آخر تقرير طبي أن عقارات عديدة مستخلصة من سم الثعابين يمكن أن تساعد على انقاذ حياة مرضى النوبات القلبية كما تطيل الفترة المتوقعة لحدوثها وأوضح التقرير أن هذه العقارات تستخدم حالياً في معالجة الضغط وفي علاج عموم الأمراض القلبية والوعائية فطالما خلق الله الطبيعة غنية في مواردها والبشرية كثيرة المستلزمات فليس هناك من مخلوق خلق للهو والعبث والذي يطلع على مصادر المصول من المخلوقات من حيوانات ونباتات وجماد يخر لله ساجداً . لكن وبكل أسف لقد ثبت أن سم ثعابين البشر فاسد ومفسد فهو ذو مصدر إشعاعي مزدوج الضرر . عالي التوتر متعدد الأطياف ذو دفع رباعي سريع فبكمية ضئيلة متناهية تحدث على الفور نوبة قلبية تودي بمن تناولها إلى الحياة الأبدية فلولا ثعابين البشر لعم الخير الأرض وانتشر
]