ارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية الأساسية

تبدأ الاستعدادات لاستقبال شهر رمضان المبارك قبل موعده بشهر على الأقل، حيث تتنافس المراكز التجارية والجمعيات في عرض السلع الرمضانية إذ قفزت الأسعار بنسبة 20% الى 30% نتيجة تزايد اقبال المستهلكين على شراء المواد الاستهلاكية، وخاصة المواد الغذائية، لاقتراب حلول الشهر الفضيل.

“الخليج” التقت عددا من المتسوقين الذين كثيرا ما يتساءلون عن اسباب ارتفاع اسعار السلع التموينية واسعار الخضروات والفواكه واللحوم بنسب كبيرة.

لقد بات المستهلكون بحاجة الى من يحميهم وهم يعيشون في موجة غلاء عارمة يكتوون بنارها، خاصة بعد ان أصبحت ظاهرة رفع الاسعار في الشهر الكريم من الأعمال المحببة الى قلوب بعض التجار.

تشتكي بيسان محمد ربة منزل وأم لثلاثة أولاد، من ارتفاع السلع التموينية وخاصة اسعار الزيوت النباتية وتقول: كنت اشتريها بنحو 40 درهما وأصبحت الآن ب 55 درهما على الرغم من وجود وعود بتقنين الأسعار لحماية المستهلك، فهذه نسبة عالية في حق المستهلك المضطر لشراء هذه السلع الأساسية للحاجة اليها خلال الشهر المبارك.

واشارت الى أنه على الرغم من موجة الارتفاع التي شهدتها الأسواق قبل حلول شهر رمضان، إلا ان السلع الرمضانية تطرأ عليها الزيادة بشكل ملحوظ في الأيام القليلة التي تسبق الشهر الفضيل.

وتتساءل: أين الاجراءات المتخذة بحق المخالفين والذين يقومون برفع أسعار هذه المواد على المستهلك بشكل كبير جدا؟

ان المواد التموينية سلع ضرورية لا يمكن للمستهلكين الاستغناء عنها في الشهر الفضيل، ليؤدوا هذه الفريضة المحببة الى النفس من دون أذى.

أسعار مضاعفة

ويرى عبدالله المرزوقي “موظف” ان اسعار المواد الغذائية في الاسواق تضاعفت بسبب حلول شهر رمضان، إذ ان بعض التجار يستغلون ازدياد الطلب على السلع الرمضانية ويقومون برفع اسعارها.

ويضيف: ان الأسر كانت في الأعوام الماضية تتبضع لشهر رمضان كل ما تحتاجه خلال هذا الشهر الكريم، إلا ان هذه السنة سيكون الشراء بكميات أقل، وهذا يدل على انخفاض معدل مستوى دخل الفرد وقدرته الشرائية، حيث باتت تثقله العديد من الاشياء التي ارتفعت اسعارها بشكل قاهر.

ويطالب السلطات بوضع حد للارتفاع المريع في أسعار المواد الأساسية والسلع الرمضانية، نظرا لما له من تأثير سلبي في الواقع المعيشي للعديد من الأسر.

ويتساءل المرزوقي عن أسباب ارتفاع الأسعار في هذا الشهر مع أن الاقبال الكبير على الشراء يجب ان تصاحبه تنزيلات لتخفيف العبء على أولياء الأمور واصحاب الأسر الكبيرة، وللارباح الكثيرة التي يجنيها التجار مع ازدياد الطلب، منوها الى أن هذا العام يشهد ارتفاعات متتالية كبيرة ستظهر عجزاً واضحاً لدى كثير من الأسر في توزيع الدخل بين الحاجات الاساسية ومتطلبات الحياة الاخرى.

ارتفاع غريب

ويبدي عبدالمحسن احمد استغرابه من ارتفاع اسعار اللحوم والدجاج والاسماك والخضار قبل حلول شهر رمضان بأيام، إذ قفزت أسعار اللحوم بنسبة تتراوح ما بين 20% الى 30% وهذا الارتفاع نتيجة تزايد اقبال الجمهور على الشراء بسبب حلول الشهر الفضيل.

ويشير الى ان ارتفاع الاسعار شيء روتيني اعتاد عليه الناس، والمستهلك مضطر للشراء لتلبية حاجاته للشهر الفضيل.

ويطالب التجار بأن يرحموا اخوانهم ويراعوا ظروفهم في هذا الشهر الفضيل خاصة اصحاب ذوي الدخل المحدود والذين لديهم أسر كبيرة يعيلونها، إذ لم يبق في استطاعتهم تحمل موجات الغلاء المستمرة والتي طالت معظم الاحتياجات اليومية.

ويعلق عبدالحميد حسين (موظف) أعلن تسونامي موجة رفع الاسعار بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، شهر المحبة وحسن العمل والرحمة والمغفرة، ويقول: لم استطع شراء غير الاشياء الضرورية من احتياجات رمضان فالاسعار مرتفعة ومرتبي عليه التزامات يومية اخرى، وأعول 8 أفراد حتى التمر الذي كنا نشتريه أول رمضان لم نستطع شراءه وقد اكتفيت حتى الآن بشراء الاحتياجات الضرورية فقط.

ويقول ان هناك تجاراً يرون هذا الشهر فرصة لجلد الناس من خلال رفع الاسعار اذ اصبحت ظاهرة رفع الاسعار عندهم من الاعمال المحببة الى قلوبهم بين الفينة والاخرى.

بعض السلع وصل زيادة سعرها الى اكثر من 100% والضحية ذوو الدخل المحدود. هناك مراقبون يقومون بمهمة تحرير المخالفة الا انها لا توقف خطورة هذه الظاهرة التي اصبحت مؤذية للناس، نظراً لعدم وجود اسعار معروفة لبعض السلع التي تجدها مختلفة بين محل وآخر.

حسب الطلب

وتقول سعاد عبدالفتاح ربة منزل ان هناك مواد غذائية محددة هي التي طالها الارتفاع فقط، وهي تلك التي يزداد عليها الطلب في رمضان مثل البهارات والزيوت والمشروبات والحليب، هذه المواد ارتفعت اسعارها فجأة أواخر شهر شعبان وقبل دخول شهر رمضان المبارك.

وتشير الى ان هناك بعض المنتجات لم ترتفع اسعارها مثل المعلبات بأنواعها، فقد ظلت محافظة على اسعارها القديمة، ولكن الله أعلم ما سيحدث غداً من تغييرات في الاسعار، خاصة ونحن ما زلنا نستعد لاستقبال شهر رمضان المبارك.

وتفاجأ سوسن عبدالحميد “موظفة” من ارتفاع اسعار الحضراوات ما يعادل 50% ناهيك عن البطاطا والطماطم، وتقول: اصبحت اسعار السلع الرمضانية مرتفعة جدا وخصوصا الخضار والفواكه واقتصر الشراء على بعض منها.

وتقول: للأسف راتبي محدود وشهر رمضان على الأبواب، ولا أدري ماذا سأفعل وفي النهاية افكر في اللجوء لحلول لا أحب ان ألجأ اليها الا عند الضرورة القصوى، ولكنني امام راتبي الضعيف اضطر الى التصرف. وكم كنت أود ان تكون هناك زيادة في الرواتب مع مطلع مثل هذه المناسبات، رمضان والعيد ودخول المدارس على شكل منحة أو سلفة لإعانة الأسرة على ما تواجهه من أعباء.

ويقول أحمد عباس سعيد مدير شركة لحوم: إنه يلجأ إلى تخفيض أسعار اللحوم لأقصى حد ممكن نظراً لظروف المواطن المعيشية والتي وصل سعر رأس الغنم البلدي إلى 450 درهما والجزيري الى 250 درهما، إذ قفزت الأسعار بنسبة تتراوح ما بين 20% إلى 30% مقارنة مع ما كان يباع سابقا.

ويوضح إن هناك ارتفاعات كبيرة على جميع أنواع اللحوم والدواجن والأسماك نتيجة ارتفاع أسعار المواد الخام في السوق العالمية، ومن ثم ارتفاع تكاليف الشحن والنقل والتفريغ.

ويشير إلى ارتفاع في أسعار الدواجن المبردة والمثلجة حيث بلغ سعر كيلو الدجاج المجمد إلى 6 دراهم بسعر الجملة، ووصلت الزيادة في أسعار الدواجن الى 30% بعد أن تجاوزت تجارة الدواجن العالمية مشكلة تفشي مرض انفلونزا الطيور التي أقلقت مستهلكي اللحوم البيضاء لفترة من الوقت، ثم ما لبثت ان انحسرت المخاوف مع السيطرة على المرض حول العالم.

وأشار إلى ان الأسعار في طريقها لبلوغ مستويات قياسية عالمية وليس على المستوى المحلي، ويعتبر اقتراب شهر رمضان المبارك عاملاً مساعداً في ارتفاع الأسعار نظراً لارتفاع الطلب والإقبال على شراء المواد الغذائية المختلفة.

وأضاف: لقد استعدت الشركة لشهر رمضان المبارك بتوفير اللحوم اكثر من معدلات الاستهلاك، مناشداً المستهلك بعدم التهافت على السلع أو تخزينها بكميات كبيرة في هذا الشهر الفضيل، شهر العبادة والصوم والاستغفار.

ويقول مصطفى ناعسة مدير فرع احدى الجمعيات التعاونية في أبوظبي: تختلف اسعار هذا العام عن العام الماضي، نظراً لزيادة أسعار المواد الغذائية نتيجة ارتفاع اسعار النفط الى مستويات قياسية، ومساهمته في التأثير في ارتفاع اسعار المواد الاستهلاكية لارتفاع رسوم النقل والشحن.

وأوضح ان هذه الفترة جاءت متزامنة مع موسم شهر رمضان الذي يدق الأبواب وكذلك العودة للمدارس واحتياجاتها من احذية وحقائب وادوات مكتبية وغيرها.

ويشير الى ان الجمعيات التعاونية مع اقتراب حلول شهر رمضان تبدأ بمضاعفة كميات البضائع المستوردة عن المقدار المعروض في الأوقات الاعتيادية، حيث يشهد شهر رمضان إقبالاً مضاعفاً على كافة أنواع المواد الغذائية كالارز والحليب ومشتقاته والزيوت والتمور وجميع اصناف الخضراوات.

ويشير الى انه من الطبيعي ان تشهد الايام الاولى من شهر رمضان زيادة في الأسعار، وخاصة الخضراوات واللحوم، وفق متطلبات قوانين العرض والطلب، ثم تعود الأسعار الطبيعية خلال ايام رمضان، وترتفع قليلاً في الايام الاخيرة من الشهر الفضيل.

وأوضح ان هناك نحو اكثر من 40 عرضاً خاصاً يتم الاعلان عنها عن طريق نشرات دعائية بالاضافة الى عرض 125 صنف ادوات منزلية اسعارها منخفضة.

بارك الله فيك جلال شكرا لك

بارك الله فيك اخ جلال
حتى في شهر الرحمة وكاين التلاعب ربي يهدين