من يستقطب الجماهير اللاعب ام اللعبة؟

لسنوات خلت غادر عملاق التنس ( بيت سامبراس ) عالم التنس نهائياً وسالت لرحيله دموع المحبين فى صمت.

غادر وغادرت معه المتعة والإثارة والتشويق .. وشغفى اللامحدود للكرة الصفراء .. واحسست بأن رحيله حلقة أخيرة فى مسلسل الإبداع الرهيب .. واستوطنتى أيام الجفاء مع الكرة الصفراء سنيناً عدة .. وأنا أشاهد البطولات العجاف تخلو من معشوق الملايين .. والأسئلة تكبر كالغابة فى خلدى ..من يعوض سامبراس .. وهل سيكون للتنس طعم حلو المذاق من بعده.

وأتت حقبة مختلفة كان بطلها بلا اختلاف المايسترو روجر فيدرير .. ذلك السويسرى الفذ .. صاحب الهدوء النازع للإعجاب .. الذى سيطر على جنبات الكرة الصفراء بلا هوادة واعتلى هرم التصنيف ونقش اسمه فوق جدرانه وأصدر مرسوماً تنسياً حظر فيه الاقتراب من الصدارة فصار الآخرين كالفراشات التى تحترق حين تقترب من فتيل القنديل .. وزادنى تألق المايسترو بعداً فوق بعد وباعدت الشُقة بين عاشق سامبراس وبين الدائرية الصفراء سنوات أخرى حتى جاء الماتادور الأسبانى الذى أعادنى بخطوات متثاقلة إلى حبيبتى القديمة وشعرت بالشيب يغادر رأسى وبدماء الشغف تسرى فى عروقى واصبحت المتيم العائد بعد غياب .

بيت القصيد أحبتى ..هل نحن نحب لعبة التنس لذاتها أم أن اللاعبين هم من يستقطبوننا ويشدونا لمشاهدة ومتابعة هذه اللعبة وباعتزال هؤلاء اللاعبين تنتهى علاقتنا بالكرة الصفراء حتى يظهر من يعيدنا إليها مرة أخرى.. واسألوا عشاق نادال أو فيدرير هل سيتابعون بطولات التنس بنفس النهم لو لوح فيدرير ونادال بمناديلهم مودعين .. أم أن أمواجهم ستغازل شطآن لعبة أخرى

وعذراً للإطالة

اخوكم الوفي فارس