ختتمت أمس، الدورة التاسعة والعشرين للألعاب الأولمبية، التي احتضنتها العاصمة الصينية بكين ما بين الثامن والرابع والعشرين من أوت الجاري. وكان حفل الاختتام الذي احتضنه ملعب عش الطائر باهرا على غرار حفل الافتتاح، وتم خلاله تسليم العلم الأولمبي إلى إنجلترا التي ستنظم أولمبياد 2012 في لندن.
نجحت الصين عن جدارة في كسب رهانها بإزاحة الولايات المتحدة عن عرشها في صدارة الترتيب العام لدورة الألعاب الأولمبية.
ونظمت الصين إحدى أفضل الألعاب في تاريخ الأولمبياد من كل النواحي، حيث عرفت المنافسة تسجيل العديد من الإنجازات على غرار ذهبيات السباح الأمريكي مايكل فيلبس وأرقامه القياسية السبعة، قبل أن يستأثر العداء الجامايكي بولت بالأضواء ويحرز ثلاث ذهبيات محطما الرقم القياسي العالمي.
وأنهت الصين السيطرة الأمريكية على الأولمبياد، وتوجت بطلة للألعاب الأولمبية الـ,29 لتصبح أول دولة أسيوية تحرز اللقب بـ51 ميدالية ذهبية، وهو الرقم الأكبر منذ فوز الاتحاد السوفياتي بدورة سيول.
وتصدرت الصين الترتيب برصيد 51 ذهبية من أصل 302 وزعت و21 فضية و28 برونزية. وجاءت الولايات المتحدة الأمريكية ثانية بـ 36 ذهبية و38 فضية و36 برونزية، فيما حلت روسيا ثالثة بـ 23 ذهبية و21 فضية و28 برونزية.
وكانت الصين التي نظمت الألعاب للمرة الأولى في تاريخها والثالثة في تاريخ القارة الآسيوية بعد طوكيو 1964 وسيول 1988 حصدت 32 ذهبية في ألعاب ''أثينا 2004'' مقابل 36 للولايات المتحدة الأمريكية التي تربعت على عرش الصدارة في النسخات الثلاث الأخيرة.
أين العرب في الخارطة الأولمبية؟
تعرضت الرياضة العربية التي شاركت في أولمبياد بيكين إلى نكسات متتالية، فعلى مدار 16 يوما اقتصر الحصاد العربي على 8 ميداليات فقط، ذهبيتان وثلاث فضيات، وثلاث برونزيات، لتؤكد التراجع العربي على المستوى الأولمبي.
بعد الفوز بعدد من الميداليات في أولمبياد أثينا 2004 توقّع كثيرون أن تأتي المشاركة في أولمبياد بكين بأفضل من ذلك، خاصة بفضل الأداء الطيب في أثينا، بل ولجوء دول عربية إلى التجنيس من أجل المنافسة بشكل قوي على المستوى الأولمبي.
وجاء الحصاد العربي مخالفا للتوقعات ومخيبا للآمال، فقد كان حصادا هزيلا مثلما كان على مدار تاريخ المشاركات العربية في الدورات الأولمبية.
وقبل بداية أولمبياد بكين اقتصر الحصاد العربي في الدورات الأولمبية على 75 ميدالية، 20 ذهبية و18 فضية و37 برونزية.
ولعل ما يلفت النظر أيضا أن الرياضات التي شهدت تفوقا سابقا للمشاركين العرب شهدت تراجعا شديدا في بكين، فلم تجد ألعاب القوة المغربية والجزائرية سبيلا إلى منصة التتويج، كما تراجعت دول الخليج العربي في رياضتي الفروسية والرماية.
وكانت البادرة الجيدة في هذه الدورة هي دخول البحرين والسودان في سجل الميداليات الأولمبية، كما كان الأمر المبشر دخول السودان في السباق بمنافسات ألعاب القوى.
ولكن ذلك لم يخف الإخفاق الشديد للبعثات العربية في الأولمبياد ومؤشر التراجع الخطير والذي يوحي باختفاء القدرة على المنافسة حتى تصبح في أدنى درجاتها مع ارتفاع مستوى المنافسة من مشاركين آخرين.
11 حالة منشطات
وشهدت الدورة 11 حالة منشطات، 7 منها تخص رياضيين، فيما تورطت أحصنة في 4 أخرى.
وكان 3 من الرياضيين الـ 7 المتورطين بفضائح منشطات صعدوا إلى منصة التتويج، وهم الأوكرانية ليودميلا والإسبانية مايرا إيزابيل مورينو والكوري الشمالي كيم جونغ - سو.
كما أعلن الاتحاد الدولي للفروسية استبعاد 4 أحصنة تابعة لكل من البرازيل وألمانيا وإيرلندا من منافسات قفز الحواجز بسبب المنشطات.