انتشرت ظاهرة الوشم في أوساط الشباب في الآونة الأخيرة، وأصبحت تتطور بصورة تتلاءم مع الموضة والأزياء، كما امتدت أهمية الوشم عند البعض ليصبح رباط غليظ بين المحبين يشبه رباط الزواج، حيث يكتب المحب اسم حبيبه وأحيانا يرسم صورتها على جسده كدلالة على حبه لها وولهه بها، خاصة وأن ما كتبه ورسمه يصعب إزالته إلى بماء النار أو بإجراء عملية بالغة الخطورة.
ويعتمد الوشم على الإبر لإدخال مادة من الحبر تحت الجلد لكتابة رموز وكلمات أو رسم رسومات ذات دلالات خاصة بصاحبها.
تقول نهى إسماعيل إحدى المختصات على عمل الوشم بمركز تجميل في أحد ضواحي القاهرة والتي رفضت بشدة تصويرها : " الوشم معروف منذ آلاف السنين حيث استخدمته الشعوب القديمة، وكان يستخدم كتعويذه ضد الموت في الديانات الوثنية وضد الروح الشريرة وللحماية من السحر، بينما استخدمه العرب كعلاج يمنع الحسد بين القبائل، وكذلك للزينة والتجميل ".... وتُعَرف نهى الوشم بأنه ثقوب يتم تحديد مكانها في الجسم بقلم دوار في مقدمته إبره تحمل الصبغة إلى الجزء المخصص في الجلد والمراد الرسم عليه، وهذه العملية تتطلب دقة متناهية وتستغرق من ساعة إلى ساعتين تقريبا حسب مهارة الواشم.
وتضيف نهى : " هناك أنواع عديدة من رسومات الوشم أغلبها رسومات من الطبيعة فالبعض يختار الرسومات التي تعبر عن القوة والصلابة، وأحيانا القوة الشخصية مثل رسومات الجماجم والأفاعي وغيرها، والبعض وهم كثيرون يختارون الرسومات التي تعبر عن الحب الجارف أو العرفان بالجميل لشخص بعينه، وبعضهم من يقلد مشاهير النجوم في رسوماتهم المجنونة سواء كانت من فروع الشجر أو الورود في مناطق ظاهرة من الجسد ".
وعن أعمار زبائنها وجنسهم تقول نهى : " الشباب من الجنسين يقبلون على دق الوشم وإن كان الذكور أكثر من الفتيات، كما أن الكتف أكثر أماكن الجسد التي يوشم فيها وأحيانا البطن والصدر، وتتراوح أعمار زبائننا من 14 إلى 35 سنة، أغلبهم من الطبقة الغنية بالمجتمع ممن يلهثون وراء الموضة."
وأوضحت نهى أن الموضة المنتشرة الآن بين الشباب من الجنسين هي رسومات الحب الجارف وكتابة أسماء الحبيب للتأكيد على الارتباط الأبدي ، فالوشم لايمكن إزالته إلا بماء النار أو من خلال عملية جراحية يتم فيها إزالته باستخدام الليزر .